صلاة العيد في البيوت بين الأداء والقضاء
س/فضيلة الشيخ كيف يُصلي الرجل صلاة العيد مع أهله في البيت، خاصةً في هذه الأيام التي منع من إقامتها في المساجد بسبب مرض كورونا؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، هذه الفتيا تحتاج إلى تفصيل قد يخرجنا عن مقصد الاختصار، لذا سوف اقتصر هنا على الراجح دون ما سواه.
فأقول وبالله التوفيق: إنَّ الأصلَ في كل عبادة تُقضى: أنها تكون بصفة أدائها إلا في حالات نادرة، وقد قيل: القضاء يحكي الأداء، ويدل عليه قوله ﷺ: "صلوا كما رأيتموني أُصلي" البخاري.
وعليه؛ فإنّ صلاة العيد تُصلّى اليوم كصفتها الشرعية صلاةً وخطبةً، تبدأ بالركعتين في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، ثم يعقبها خطبة.
وكذا تُصلى أيضا: الجمعة في البيوت خطبةً وصلاةً.
ثم صلاة العيد اليوم ليست قضاءً كما فهمه كثير من طلبة العلم، بل هي أداء لأنها منعت من إقامتها في المصليات والمساجد للعذر المذكور.
وعليه فليس من الفقه ـ فضلا عن فقه الواقع ـ: أن يُنزلَ طالبُ العلم خلافَ الفقهاء أو الآثارَ السلفية في قضاء صلاة العيد على واقعنا اليوم، لأن هناك فرقا واضحا بين الأداء وبين القضاء!
لأجل هذا فقد ذهب بعضهم إلى أن صلاة العيد تصلى ركعتين دون خطبة توظيفًا لبعض الآثار، وبعضهم ذهب إلى أنها تصلى أربعًا توظيفًا لبعض أقوال الفقهاء، وغير ذلك مما بابه الخطأ ما لم يفرقوا بين إقامة صلاة العيد أداءً وبين كونها قضاءً.
ثم اعلم: أن الخلاف الجاري بين الفقهاء فيمن فاتته صلاة العيد: فمحمول على صلاة عيدٍ قد أُقيمت أداءً في جماعة المسلمين، سواء في المصليات أو المساجد.
أما وكونها قُد منعت ـ والحالة هذه ـ: فإن الرجل يصليها أداءً مع أهله خاصةً ـ إن كانوا ثلاثة ـ ، كما لو صلاها في جماعة المسلمين.
ثم تكرر الخطأ عند بعضهم: أنه فرق بين صلاة الجمعة والعيد، حيث أجاز قيام صلاة الجمعة في البيوت أداءً، وصلاة العيد جعلها قضاءً!
هذا إذا علمنا أن صلاة الجمعة لا تقضى في البيوت ـ وغيرها ـ إلا ظهرًا، لكنهم ـ للأسف ـ: أجازوها في البيوت أداءً، بحجة أنها لم تُقم أصلًا في المساجد!
قلت: وعليه فمن فرق اليوم بين أداء صلاة الجمعة والعيد: فقد فرق بين المتماثلات، والله أعلم.
وكتبه
فضيلة الشيخ الدكتور
ذياب بن سعد الغامدي.
(٢٢/رمضان/١٤٤١)